لشائعات... فيروسات تصيب جسد عالم الفن في 2013
(ناورز خليل) "مهما كانت الكلمات التي نتفوّه بها فمن الأفضل أن نحسن انتقاءها، وذلك لأن الناس من حولنا سيسمعونها، ويتأثرون بها على نحو إيجابي أو سلبي".
عندما ذكر بوذا حكمته هذه، لم يكن يدرك أنها تنطبق على عالم الفن اليوم، وبأن "صناعة الشائعات" باتت فناً يستعرض من خلاله الفنانون عضلاتهم، ويتقنونه كما يجيدون التمثيل والغناء والرقص.
فلا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ فيه خبراً صادماً عن موت أو اعتزال أو خيانة أو طلاق هذا الفنان أو تلك الممثلة، لنتفاجئ في نهاية المطاف بأن الدموع التي سكبناها أو الضحكات التي فجرناها بتفاعلنا مع هذه الأنباء قد ذهبت هباءً منثوراً لأن الأمر برمّته لا يتعدى أن يكون "شائعة" بريئة أو خبيثة!..
وعلى غرار باقي السنوات، لم يشأ العام الحالي أن يمضي دون أن يترك حصيلةً من الشائعات التي ألّمت بالمشاهير العرب، الذين اضطر بعضهم إلى تكذيبها بينما فضل البعض الآخر عدم الاكتراث بها وترك الجمهور حائراً بتركها دون تكذيب أو تأكيد للمعلومة.
ومن أقوى الشائعات التي عكرت صفو عدد من الفنانين في العام 2013، كانت أخبار الفنانة هيفاء وهبي وطليقها أحمد أبو هشيمة والتي تنوعت بين عودتهما لبعضهما، وزواج أبو هشيمة من فتاة مصرية وبعدها خليجية، هذا بالإضافة إلى شائعة إنتحار هيفاء في شقتها بمصر.
نجمة السينما منى زكي لم تسلم هي الأخرى من فخ الشائعات، حيث نشرت مواقع أخباراً غير صحيحة كحملها وطلاقها من الفنان أحمد حلمي وعلاقتها بالممثل أحمد السقا.
الشائعات لاحقت أيضاً الفنانة غادة عبد الرازق، حيث تحدثت عن زواجها من ثري خليجي قدم لها مهراً بلغت قيمته المليون دولار أمريكي.
أما دنيا سمير غانم فكان نصيبها من الشائعات في 2013 خبر مقتلها الكاذب وفسخ خطوبتها من زوجها الحالي.
ولم تسلم المطربة نجوى كرم من كيد الشائعات التي تمحورت حول زواجها بعلي جابر أحد حكام برنامج المواهب "Arabs Got Talent" وذلك بعد ظهور صورة لجابر وهو يقبل كرم على خدها، ولكن نجوى سارعت إلى تكذيب الأمر جملةً وتفصيلاً.
النجم المصري محمود عبد العزيز كان في مرمى الشائعات هذه السنة أيضاً، حيث اختلط اسمه مع اسم فنان سوداني توفي في الحقيقة وصادف أن يحمل الأخير ذات الاسم.
الفنانة المصرية يسرا وقعت ضحية للشائعات هذا العام، إذ انتشرت أنباء عن انهيارها بعد فقدان والدتها، إلا أن نقابة الممثلين في مصر سارعت إلى نفي الشائعة التي طالت النجمة.
أخبار أخرى أكدت طلاق الفنان محمد حماقي متذرعةً بسفره لوحده، وهو ما دفع حماقي إلى نفي الخبر، مؤكداً على العلاقة الطيبة التي تجمعه بزوجته.
ليلى علوي صدمها خبر طلاقها من زوجها، حيث خرجت النجمة لتتوعد بمقاضاة مروّج الخبر ومنتحل صفة مستشارها الإعلامي.
كما وتسبب تكرار خبر وفاة الفنانة الكبيرة صباح إلى إصابتها بحالة نفسية سيئة، في الوقت الذي تفننت فيه الكثير من المواقع ذات الموثوقية المحدودة في تلفيق خبر زواج "الشحرورة" مرات كثيرة.
هذا ومما يساعد على انتشار الشائعات كالنار في الهشيم عدم تقصي المعجبين بالفنانين "محور الشائعة"للحقيقة، لينشروا كل ما يصل إليهم دون تمحيص وتدقيق وتحقق، مدعومين بتكاثر المنتديات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتيح نشر كل ما يريده المستخدم دون رقيب، ولكن لنكن منصفين ونضيف إلى هؤلاء طائفةً من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة غير المسؤولة، والتي تنشر الفضائح والشائعات دون أن تحمّل نفسها عناء التأكد من مصداقيتها.
وبالإضافة إلى مهووسي النجوم ووسائل الإعلام الثرثارة، قد يكون مسرّب الشائعات من الدائرة المقرّبة للفنان أو حتى الفنان ذاته، إذ يبتكر هؤلاء سيناريوهات ويطلقون أقاويل تسبق إطلاق ألبوم غنائي مثلاً أو عرض فيلم سينمائي بطله هذا النجم أو ذاك، وبالفعل ساهمت بعض الشائعات الفنية في إعادة وجوه فنية إلى الساحة بحكم غرابة الحدث الملّفق أو إثارته، كما أن بعضها قد أضفى على سيرة حياة بعض النجوم مسحةً من الغموض والمغامرة، حتى وإن كانت هذه الصفات لا علاقة لها بالفنان.
وعلى المقلب الآخر، انقلب السحر على الساحر، فساهمت شائعات في تدمير صورة فنانين في أعين الجمهور بعد كشف فبركتها من الفنان نفسه الذي ولّع نارها رغبةً منه في كسب تلك الصورة المميزة أمام محبيه.
وفي ظل توّفر بيئة خصبة، وسوء استخدام للوسائل التقنية الحديثة، وتسخيرها في نقل الأخبار الكاذبة، يظل فنانونا العرب صامدين في وجه إعصار الشائعات على أمل تشديد وتغليظ القوانين بملاحقة مروّجي الإشاعات، وتخطي عقبة محدودية سرعة محاصرتها، والعمل على وأدها واجتثاثها.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire