عندما يمارس أحد الزوجين العادة السرية، هل تفقد العلاقة الزوجية احترامها وصدقها، أم أنه على خلاف ذلك قد تزيدها لمعانا وشغفا؟ ألا تعتبر ممارسة هذا السلوك من طرف الزوج إهانة لكرامة وأنوثة زوجته، والعكس ممارستها من طرف الزوجة، ألا تمس بكبرياء ورجولة زوجها؟ هل يمكن القول إن وجود هذه العادة في البيوت الزوجية هو دليل على أن هناك خللا أو مشكلا في طبيعة العلاقة بينهما؟..هناك الكثير والعديد من الأسئلة التي تثير حيرة بعض الأزواج الذين يتجرعون مرارة العادة السرية في علاقتهم الحميمية الزوجية..
حليمة، زوجة وأم لطفل، ارتبطت بزوجها بعد ما تحدت عائلتها، وكما تحكي بلسانها: «زواجي كان مثل قصص الأفلام العاطفية العربية القديمة، والتي ملخصها، عندما تحاول العائلة التفريق بين الحبيبين بسبب الفوارق المادية والطبقية، لكن في الأخير ينتصر الحب على كل شيء». وبعدها تبدأ حرب ثانية، وهذه المرة من نوع آخر، يتمثل في صراع بين الأحلام الوردية للحبيبة ومشاعرها وبين واقعها الضبابي المجهول، خصوصا في حياتها الحميمية التي تجمعها مع شريك حياتها. حليمة تقول: «في الأيام الأولى من زواجنا، كانت علاقتنا الجنسية يغلب عليها طابع اللا تكافؤ بيني وبين زوجي، بحيث كان لا يشبع من ممارسة الجنس، قد تصل أحيانا إلى ثلاث مرات في اليوم، في الأول اعتبرته أمرا عاديا لأننا عرسان جدد، لكن مع الوقت رغبات زوجي تزايدت، لدرجة أنني أصبحت أتهرب منه بأي حجة، ولا أرتاح من إصراره وطلباته إلا في فترة حيضي..وهنا بدأت قصة ممارسة زوجي للعادة السرية، ففي أحد الأيام، طلب مني زوجي أن أشاهد معه فيلما إباحيا، رفضت لكنه ثار في وجهي، ولكي أتجنب غضبه وافقت، مع أنني اعتبرت الأمر مشمئزا، لكنني استسلمت وخصوصا أنني في فترة لا يمكن أن أجامعه..ومع الوقت أصبح زوجي مدمنا على ممارسة هذه العادة بالتفرج على الأفلام الإباحية، بالرغم أننا نمارس العلاقة الجنسية…وبيني وبين نفسي لا يعجبني هذا السلوك، لكن ما باليد حيلة، مكتفية بالتفرج على فيلم حياتي الزوجية الذي فقد طابع الاحترام والألفة».
«ملي يكون زوجي ما راشْقاش ليه»
على العكس من ذلك، أحلام، زوجة شابة في الثلاثين من العمر، حديثة الزواج في عامها الأول، تعترف بأنها تمارس العادة السرية، والسبب بحسب قولها، أنها في حياتها الحميمية، تمارس العلاقة الجنسية بالشكل الذي يريح زوجها ويشبع رغباته، ولا يهم احتياجاتها، ما دام هو الآمر الناهي في هذه العلاقة، لكن هذا لا يمنع أن في أحد المرات، اكتشفت هذه الزوجة المغلوبة على أمرها، الوضعية التي تناسبها وترتاح إليها، وفي نفس الوقت التي توصلها إلى نشوتها، واعتبرت أن هذا الاكتشاف سيمنحها متعة في العلاقة الجنسية وتوازنا بينها وبين زوجها، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، عندما أصبح زوجها يرفض ذلك، ولا يقبل به إلا في حالة «تكونْ راشْقة ليه» وهي في مرات قليلة، ما ينتاب الزوجة غضبا تجاهه وكرد فعل تقوم بممارسة العادة السرية للحصول على نشوتها لوحدها، بدون حاجة إلى زوجها الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه..
إرث من مراهقتي وعزوبيتي
«أمارس العادة السرية، لأنني في فترة مراهقتي وشبابي كنت أمارسها مرارا وتكرارا، وبالتالي وجدت نفسي غير قادر على الإقلاع عنها حتى بعد زواجي». هذه العبارة تلخص حكاية الزوج حسن مع هذه العادة، التي يعتبرها إدمانا يصعب التخلص منه، بالرغم من أنه يحاول في العديد من المرات، لكنه يفشل، ما يجعله في حالة من الارتباك وعدم الراحة لقيامه بهذا السلوك، لكونه يعرف أنه بتصرفه هذا يمس بكيان وكرامة شريكة حياته، ويمس بمعنى الزواج الذي هو التحام روحي وجسدي بدون وجود أي حواجز، منها هذه العادة، التي تجعله حائرا دون الإحساس بالراحة والثقة في النفس، والأهم عدم القدرة على الاستمتاع بعلاقة جنسية مع شريكة حياته. يضيف حسن: «مع العلم أن زوجتي تتقن فن المداعبة والممارسة، وتلبي كل حاجياتي الجنسية، لكنني للأسف لا أشبع متعتي إلا بهذه العادة..أحيانا أفكر باستشارة أخصائي نفسي ليساعدني على التخلص منها..لكن إحساسي بالخوف من افتضاح أمري من طرف زوجتي وأن أهان في رجولتي، يجعلني مستسلما «.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire