mardi 12 février 2013


في حوار مطول عن مشاكل فراش الزوجية في المجتمعات العربية، أكدت د.هبة جمال قطب الطبيبة المتخصصة في الاستشارات الجنسية أن معظم حالات الطلاق تقع بسبب ذلك، وأن العرب يعانون لقرون طويلة من أزمة جنسية بسبب التعتيم والفهم الذكوري للعلاقة الحميمة التي تجرد المرأة من حقها في الاستمتاع وتجعله قاصرا علىالرجل.
وقالت إن ذلك التعتيم بدأ بعد عصر الرسول مباشرة واستمر حتى الآن رغم أن القرآن والسنة سبقاالعلم الحديث بمراحل في تناول الأمور الجنسية وشرح تفاعلاتها، مشيرة إلى أنها لا تجد حرجا في تخصصها، بل وفحص بعض الحالات الرجالية التي تأتي لعيادتها.
وتحدثت عن موضوع "الربط" وهو عجز الزوج في ليلة الزفاف، وما يزعمه بعض السحرة والمشعوذين حول قدرتهم على ربطه وعلاجه، فقالت إن كل الذين جاءوها وعالجتهم تماما كانوا يعتقدون ذلك، لكنها لم تشعر بالعجز أمام أي حالة.
وكشفت أنها توصلت لعلاج لحالة تشنج عضلات المرأة التي تمنع اتمام العلاقة الزوجية ليلة الزفاف وربما لعدة شهور، وأنها سجلت ذلك الاختراع باسمها في الاكاديمية الجنسية الأمريكية.
وأكدت أنه لا توجد معدلات ثابتة للممارسة الحميمة، ناصحة ألا يمر أسبوع دون أن يتم لقاء واحد، مطالبة بأن يتم تدريس الجنس في المدارس والجامعات دون قلق لأن الموضوع لا يتعلق بثقافة الفراش.
وأوضحت أنها تضطر في بعض الحالات لفحص الرجال الذين تعالجهم ليأتي تشخيصها سليما، قائلة إن الكلام في الجنس ممكن أن يكون محترما جدا وفي الاطار الديني والأخلاقي المستحسن.
وتشير الدكتورة هبة قطب إلى أنها لم تتعرض لمتاعب اجتماعية لحساسية ذلك المجال، بل قوبلت بحفاوة كبيرة نظرا لحاجة الناس لها، قائلة "الكلام في الجنس ممكن أن يكون محترما جدا وممكن أن يكون ساقطا مثل الكلام في أي موضوع آخر كالسياسة والفن مثلا، لكنني أزعم أنني لم أسمح بأن تخرج كلمة مني عن النطاق المقبول والمستحسن".

كثيرون يترددون على عيادتي
وأضافت أنها عندما فتحت عيادتها قبل 4 سنوات لم يكن يراجعها سوى حالتين أو ثلاث حالات أسبوعيا تعاني من مشاكل جنسية، أما الآن فقد بلغ من كثرة المترددين أنه لابد من حجز موعد مسبق قبل شهر ونصف أو شهرين، مما يعكس الوعي لدى الناس بأهمية البحث عنعلاج.
وتقول إن المشاكل الجنسية متساوية عند الرجل والمرأة، لأنه حتى لو كانت المرأة تعاني فان الزوج يعاني هو الآخر لكونه يشاركها في هذه العلاقة، مشيرة إلى بعض أنواع المشاكل مثلالشذوذ الجنسي، وعدم الانتصاب عند الرجال فيأتون للعلاج قبل الزواج، حتى يقدمون عليه وهم مرتاحون نفسيا.
وبسؤالها عما إذا كان هناك نموذج إسلامي للجنس وآخر غير إسلامي أجابت: النموذج الإسلامي كان ترجمة اجتهادية مني لموضوع الرسالة التي تناولت الجنس في الإسلام وكل ما جاء عن تلك الوظيفة في القرآن والسنة. وفي الحقيقة شعرت بالانبهار الشديد أثناء إعدادالرسالة إذ وجدت أن ما توصل إليه العلم الحديث في العقود الوسطى من القرن الماضي، واعتبر اكتشافا كبيرا موجود من قبل 1400 عام في القرآن والسنة.
وتستطرد: لم أكن أقصد بالنموذج الإسلامي طريقة الممارسة الجنسية، وإنما قصدت النموذج العلمي وسبق الإسلام للعلم الحديث في هذه النواحي، وكيف كان الرسول يوصى الرجال بأن يقضوا حاجة زوجاتهم قبل حاجتهم أثناء الممارسة، أي حقها في الاستمتاع بالعلاقةالفراشية مثله تماما. كان لابد أن أربط هذه النواحي العلمية بالإسلام، حتى أقضي على ما يشعر به الناس من حساسية وحرج في هذه الأمور، حتى الفتاة قد تحرج أن تسأل أمها مثلا.

تقول هبة قطب: أردت أن أوضح أن الناس كانت تسأل الرسول عن أمورهم الجنسية وكانيجيبهم، ولم تكن الأمور مقتضبة أو كما يظن البعض أن الحديث في هذه الأشياء ليست من الدين. لقد وجدت أن صحيح البخاري وكتبا إسلامية أخرى تناولت الأمور الجنسية، ولكن ذلك للأسف الشديد لم يصل إلينا.
وتضيف: عندما استمعوا مني إلى ذلك بأمريكا انبهروا كثيرا، وفي الأكاديمية الأمريكية للطب الجنسي، عندما ذهبت لأخذ الدبلومة الأولى كانت تجري مناقشات على مائدة مستديرة بين الطلبة والأساتذة عن علاج حالات معينة ومعلومات الطالب عنها، وعندما تحدثت عما يقوله العلم وما يقوله الإسلام، وجدت اهتماما شديدا من الأساتذة وكنت الوحيدة التي لم تلزم بوقت معين لتنتهي من كلامها، وقد ظللت 50 دقيقة كاملة دون مقاطعة، وقد شجعني رئيس جامعة مابمونيدس بفلوريدا التي أخذت منها الدكتوراه بعد ذلك على أن يكون بحثي للدكتوراه في هذا الموضوع قائلا إنها فرصة لنتعرف عن قرب على الإسلام عقب الارتباك الذي أصابنا بشأنه بعد 11 سبتمبر، ولم يراجع أي كلمة في بحثي.
80% من المطلقين أسبابهم جنسية
وتؤكد د.هبة قطب أن المشاكل الجنسية منتشرة جدا للأسف الشديد في العالم العربي، وقيل إنها مسؤولة عن 80% من حالات الطلاق، ورغم أنني لا أعرف صحة هذه الاحصائية إلا أنني أصدقها، بل قد تصل إلى أكثر من ذلك، فالعالم العربي يعاني جنسيا لقرون طويلة، فبعد الرسول صلى الله عليه وسلم حدثت نقلة سلبية وحصل تعتيم على هذه المسألة
وتقول "ومع العولمة والنقلة الحضارية المعروفة، حصلت ربكة اجتماعية فاتجه الناس للثقافة الجنسية التي تأتي من الغرب وهي ثقافة غير نظيفة، لأنه لا يوجد حل وسط، فاما ثقافة علمية لا يفهمها الكثيرون وأما ثقافة الاثارة التي تنتشر على مواقع الانترنت الإباحية، والتي اتجهوا لها وانتقل بهم الحال من ثقافة الجهل الجنسي إلى الثقافة المغلوطة وهي خطيرة، وأصبح لكل منهم تجارب وإن كانت بالعيون والأصابع على الانترنت، وأحيانا كان ينقلونها للأسف إلى تجارب غير شرعية".
وأضافت: كان من نتيجة ذلك أن البعض يتوقع أمورا غير صحيحة بعد الزواج لا تمت له بصلة،فتنشأ اتهامات بين الزوجين، كأن يقول إنها لا تثيره، وأن تتهمه هي الأخرى بأنه يطلب أشياء شاذة، فدخلنا دائرة مغلقة من التعاسة الجنسية، ومن المعروف أن هذه العلاقة هي الأساس في الزواج ومن ثم فان زواجا يعاني منها لابد أن ينتهي بالانفصال.

فشل الممارسة في ليلة الزفاف
وحول فشل الليلة الأولى من الزواج وعما إذا كان الفشل ينسب فيها للرجل فقط قالت د.هبة قطب: أنا لا اسميه فشلا بل "قفلة" وظيفية معروفة في الطب الجنسي ويسمونه "علة ليلة الزفافوهذه منتشرة في العالم العربي تحديدا، لأن الشاب يدخل ليلة الزفاف كأنه يحمل السد العالي على كتفيه، والجميع في انتظاره ليسألوه ماذا حصل، وهل نجح أم فشل، وهل كان سبعا أم ضبعا، وغير ذلك من الأسئلة، وبالتالي يقبل على ليلة الزفاف غير صافي الذهن ولا يترك للوظيفة العنان لأنه يشعر أنه مراقب من قبل نفسه وغيره.
وتضيف " أما من جانب المرأة فهي في حالة تشنج عصبي لا إرادي عند بعض البنات، بحيث يحصل تشنج في محيط عضلات المهبل رغما عنها ويمنع ذلك اتمام العلاقة الجنسية، وبعض الأزواج لا يفهم ذلك ويعتقدون أنها تتصنع ويوجهون لها الاتهامات، رغم أنها في الحقيقة تتمنىأن تزول هذه المشكلة منها، وقد نجحت شخصيا في اختراع نظام علاجي لها وبفضل الله أدى إلى نتيجة إيجابية مائة في المائة ونشر باسمي في الاكاديمية الأمريكية".
وقالت: هناك حالات لا تقتصر على ليلة الزفاف أو الأيام التالية لها بل تمتد لعدة شهور، وقد تؤدي للانفصال الزوجي بسبب أن أصحابها لا يعرفون اين يتوجهون للعلاج بل يذهبون للمشعوذين الذين يزعمون أنهم يحلون ما يسمونه "الربط"، نعم هناك سحر لكن لا يجب أننؤمن به إلى هذه الدرجة وينبغي أن نأخذ بالأسباب.

ربط العرسان بالسحر والشعوذة
وعندما قلت لها إنه في بعض الأوساط تعالج مشكلة ليلة الزفاف بالفعل بواسطة أناس يزعمون أنهم يحلون "الربط" أجابت: أنا لا أعرف ذلك، لكن كل الحالات التي عالجتها كانوايعتقدون في صحة هذا الدجل والسحر. لا استطيع أن أنكر السحر لأنه مذكور في القرآن، لكني أقول بملء فمي: لم تصادفني حالة مستعصية جعلتني أؤمن وأسلم ان هذا الرجل مربوط ومسحور وليس من فائدة لعلاجه. كل الحالات التي جاءتني نجحت معها.
وعما إذا كانت بعض الزيجات المستحدثة مثل زواج المسيار توفر علاقة جنسية صحية قالت: الذي أعرفه ان الرجل يأتي لزوجته في زواج المسيار بشكل متقطع. ما استطيع أن اقوله إنالحاح الشهوة والرغبة الجنسية عند الرجل يختلف عنها عند المرأة تماما التي يرتبط هذا الموضوع بشكل أكبر بعاطفتها، فاذا كانت تحب زوجها فانها تسعده جنسيا حتى ولو لم يكن يعيش معها في نفس البيت، بدليل أن عددا كبيرا من الأرامل لا يتزوجن لسنوات وفاء لأزواجهن الراحلين والعكس غير صحيح.


أحارب من أجل أن تطلب المرأة زوجها
وعن أن الزوج في مجتمعاتنا العربية هو الذي يطلب زوجته للفراش عندما تأتيه الرغبة بينما المرأة تخجل من ذلك قالت د.هبة قطب: إنني أحارب للقضاء على هذه المشكلة، فالعلاقة ستكون صحية للغاية لو أن المرأة تطلبها أيضا، دون أن تشعر بهذا الكم من الحساسيةوالإحراج، كأن تتوقع رد فعله.. فما المشكلة إذا طلبته فأخبرها أنه متعب ولا يستطيع.. هذا وارد ولا داعي للتحسس منه.
ولكن هل تعاني المرأة من حالة الضعف الجنسي مثل الرجل؟.. تجيب د.هبة قطب: المرأة طرف سلبي في العلاقة الجنسية من ناحية الوظيفة، لكنها طرف إيجابي من ناحية التفاعل فقط، أي الناحية النفسية وليست الأدائية. هي اذن في الموضوع الجنسي أكثر حظا منالرجل، أما سلبيتها أو عدم تجاوبها مع زوجها فيظهر عليها ذلك في شكل واحد هو عدم ترتيب المكان، أي عدم نزول الافرازات التي تساعد على اتمام العملية الجنسية، لكنها أقل المشاكل أهمية لأنه توجد حاليا بدائل صيدلية لتلك الافرازات.
وحول شعور بعض الأزواج بالاشمئزاز بعد اتمام الممارسة وصفت ذلك بأنها حالة غير طبيعية أو خلل نفسي، لأنها تربط العلاقة بالمكان الذي تتم من خلاله، بينما يجب النظر إليها بشكل عاطفي ومشبع وتصل الى الامتاع بدرجة لا تصل اليه أية وظيفة إنسانية أخرى.




وتستكمل الدكتورة هبه قطب قائلة

لا يصح مرور أسبوع دون لقاء الزوجين جنسيا

وتقول د.هبة قطب: ليس هناك معدل صحي
 لعدد اللقاءات الجنسية بين الزوجين على مدار الأسبوع، مشيرة إلى حدود قصوى وأخرى دنيا حسب فترة الزواج وعمر الزوجين وظروفهما الاجتماعية وطبيعة عملهما، فكل تلك العوامل تؤثر في العلاقة الجنسية ولكن لا توجد معدلات ثابتة لها، لكن نقول إنه لا يصح أن يمر أسبوع كامل دون أن يلتقي الزوجان جنسيا في أسوأ الظروف، عندما لا يكون هناك مانع شرعي عند المرأة.
وتطالب الدكتورة هبه قطب
تدريس الجنس في المدارس والجامعات 
وتؤيد د.هبة تدريس الجنس في المدارس والجامعات بدءا من التعليم الابتدائي "لا يجب أن يقلق البعض، فالثقافة الجنسية ليست ثقافة الفراش أو العلاقة بين الرجل والمرأة، والحقيقة أن الطفل يبدأ معرفة هذه الثقافة قبل أن يذهب إلى المدرسة عندما تكلمه الأم عن ثقافة العورة وأن منطقة الأعضاء لا يجب أن يطلع عليها الغير. وبهذه البساطة يجب أن تبدأ المناهج التعليمية تقديم معلومات بخصوص ذلك.سألتها عما إذا كان تخصصها يضطرها لإجراء الفحص على الرجل فأجابت: في بعض الأحيان، وليس كثيرا، وذلك عندما أشك أن هناك حالة موضعية خاطئة ارسله لطبيب أمراض ذكورة، ولكن اذا حصل لبس في الموضوع كأن أكون غير متأكدة من التشخيص، بمعنى أن تاريخ الحالة التي يعاني منها لا يتمشى مع التشخيص الذي قيل له في عيادة أخرى، هنا أفضل أن أتأكد بنفسي لكي ابني علاجي على أساس صحيح.

وتنهى الدكتورة هبه قطب حوارها مع الأستاذ فراج اسماعيل
 
بممارسة الزوج للعادة السرية
وحول شكوى بعض الزوجات من ممارسة أزواجهن للعادة السرية، أجابت د.هبة قطب: المفروض أن الزوجة أدرى بزوجها اذا كانت تمنع نفسها عنه في الفراش أو لا تتجاوب معه. لكن للأسف بعض الزوجات يمنحن أزواجهن علاقة الفراش ورغم ذلك يمارس الزوج العادة السرية، فهذا خلل نفسي استسلم له، بحيث أنه تعود على العادة السرية في الاستمتاعقبل الزواج، وكان من المسرفين فيها، وبالتالي تشكل قالبه الجنسي على الاستمتاع بهذه الطريقة.تضيف: ما لم يقم بمسح هذه الصفحة من حياته لأنه أصبح له شريكة في العلاقة، فان ذلك سيخلق فجوة كبيرة نفسية وعاطفية بينهما وسيتحول الأمر إلى شرخ وجرح في قلب الزوجة، بينما يعتقد هو أن ذلك من حريته الشخصية، علما أن المجتمع الذكوري والثقافة الجنسيةالمعروضة هي سبب ذلك.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire