الزواج علاقة بين اثنين ازيلت من بينهما جميع الحواجز ليصبحا شركة واحدة، وكيان واحد، ولذلك الزواج المترابط والسعيد، هو الزواج المبني على مبدأ المشاركة،
والعمل الجماعي بين الزوجين؛ فذلك هو مفتاح نجاح الزواج، وذلك لانه لا يستطيع الزوج بمفرده او الزوجة بمفردها ان تتحمل جميع مسؤوليات الزواج من اتخاذ قرارات، وشؤون مادية، واهتمام بالاطفال، والاهتمام بالمنزل، فمن الذي لديه طاقة وجهد ليتحمل بمفرده كل هذه الواجبات والمسؤوليات، ولذلك يجب على الزوجين ان يتحدا معا، ويتشاركا ويدعما بعضهما للعبور بزواجهما الى بر الامان والسعادة.
ولذلك نقدم اليكم الطرق والوسائل التي تستطيعون من خلالها تحقيق المشاركة والعمل الجماعي في الزواج:
المشاركة في اتخاذ القرارات:
كيف يمكن لاحد الزوجين ان يأخذ قرارا له تأثير مباشر في حياة الطرف الاخر دون ان يشاركه في اتخاذ هذا القرار؟ ان من اسرار نجاح الزواج، ومن اهم اسباب السعادة في الزواج هو ان لا ينفرد احد الزوجين باتخاذ القرار، بل يجب على الزوجين ان يجلسا سويا، ويتناقشا في القرارات التي يودان اتخاذها؛ فلقد اصبحنا نجد ان اكبر المشاكل بين الزوجين تقام على اتفه الاسباب بسبب عدم المشاركة بين الزوجين، ويكون سبب المشكلة ليس القرار الذي اتخذه احد الطرفين، ولكن السبب الاكبر والاهم هو تهميش احد الطرفين للاخر، والتعامل معه على انه كم مهمل لا يستحق ان يشاركه في اتخاذ قرارات الحياة المشتركة بينهما.
المشاركة في وضع ميزانية للمنزل:
لقد اصبح من اهم اساب الطلاق في وقتنا هذا هو المال، وعدم تحديد ميزانية للمنزل باتفاق الزوجين عليها ترضي كلا الطرفين، وتلبي احتياجات الاسرة، وتاتي المشاكل عندما ينفرد الزوج بالشؤون المالية بحجة انه هو الذي يعمل ويكدح، ليأتي بهذا المال فتشعر الزوجة -اذا لم تكن تعمل- انها تشحذ من زوجها الاموال، وانه يبخل عليها.
والمشكلة الاخرى اذا كانت الزوجة تعمل؛ فالزوج يلومها انها لا تشاركه في مصروف المنزل، ولكن لم كل هذا العناء والمشاكل التي من الممكن ان تؤدي الى تدمير الزواج، فالحل ابسط من ذلك بكثير، فعلى كلا الزوجين الاجتماع وتحديد ميزانية للمنزل تلبي احتياجات جميع افراد الاسرة، واذا كانت الزوجة تعمل فلا يوجد مانع من ان تساهم بجزء من راتبها حتى تحسن حياة اسرتها؛ فالمشاركة هي الباب الذي يجب العبور منه لحل مشاكل الزواج.
المشاركة في تربية الاطفال:
هناك صراع دائم بين الزوجين حول تربية الاطفال، فاما الزوج يلقي بجميع مسؤوليات الاطفال على عاتق الزوجة دون ان يشاركها او يساعدها في هذه المسؤولية الشاقة، واما كل من الزوجين له رؤية مختلفة عن الاخر في تربية الاطفال، والمشكلة في عدم المشاركة بين الزوجين في تربية اطفالهما، وعدم اتفاقهما على رؤية مشتركة محددة لتربيتهم لا يؤثر فقط على الزوجين، وتحدث مشاكل من الممكن ان تدمر الزواج، ولكنه يؤثر على الاطفال، حيث انه اما يخلق اطفال مفتقدين لوجود الاب معنويا في حياتهم رغم حضوره بدنيا، او يخلق اطفال ممزقين نفسيا بسبب تضارب رؤى وطرق الزوجين في تربيتهم، ولذلك يجب على الزوجين ان يتشاركا ويتناقشا حول مسؤوليات كل منهما اتجاه الاطفال، ويقسما هذه المسؤوليات بينهما، وان يجد الزوجين رؤية محددة يتفقا عليها لتربية الاطفال، ويكونا بهذا ضربا عصفورين بحجر واحد، فالى جانب تحقيق مبدا المشاركة بينهما، والحفاظ على سلامة صحة الاطفال النفسية، فانهما ايضا يكونا قدما قدوة حسنة لاطفالهما، وضربا لهم مثل على اهمية تحقيق المشاركة والعمل الجماعي .
ان تحقيق مبدا المشاركة في الزواج يضمن للزوجين السعادة والتفاهم والقرب من بعضهما البعض، حيث ان الزواج يجب ان لا يوجد به جزر منعزلة يتحصن بها كل طرف، بل يجب ان يتشارك كلا الزوجين في كل شيء في الحياة، من الطعام، والمسكن، والجسد، الى التقاسم في الافكار، والقرارات، والحياة حتى تكون السعادة عنوان الزواج.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire